إنها لي

الهدف الرئيسُ مِن هذه المدونة هو تأريخٌ لما أكتب، فلستُ أزعمُ أن أفيدَ بها أحداً سواي

May 31, 2010

أسطول الحرية

Your blood reached the shores of Gaza before your aid

May 28, 2010

دعوة ليست حسنة


نعم، هو ذات الإمام بالزاوية المقابلة لمسكني، الذي يصرّ على إثارة حنقي كل جمعة بما يخترق مسامعي مِن خطبتِه في عنفٍ غير مُبرَّر..
هدانا الله وإياك يا رجل
أهكذا تدعو إلى دين الله؟
إنه يتحدث اليوم عن كم صرنا بعيدين عن طريق الله، وكم حدنا عن الدرب، وكم قست قلوبنا، وكم وكم...إلخ
يقول – ويسرف في القول – بأن الذي يقضي نهاره عاملاً، جامعا للمال، ولا يقوم الليل، ولا يُرضِي الله بسخط زوجته!، ويشاهد التلفاز، ويسمع الأغاني، ويقع في حب فتاةٍ أو امرأة، ولا يذكر الله إلا قليلا قليلا، و، و، و...
يقول إن هؤلاء لا يحبهم الله، وأنَّى له أن يحبهم وقد عصوه واختاروا غيرَ طريقِه فسلكوه!
إنه يتحدث إلى مستمعيه؛ يخبرهم بما يفعلونه من أنشطة يومية، وكأنه يخاطب كلاً منهم على حدة، ويقصده بذاتِه، فيخبره "أن الله لا يحبك"! ولا يمكن أن يحبك طالما أنت هكذا!
كيف تنتهج هذا سبيل دعوتك إلى الله؟
لماذا تقنّط الناسَ من رحمتِه؟
بل أنّى أتتك الجرأة في أن تطلق حكماً مرعباً على شخص ما بأن الله لا يحبه؟ ومن أدراك؟
ومَن منا ليست له معاصٍ؟
ومَن – غير الله – له أن يعرف أيحب ربُّنا فلاناً أم يبغضه؟
إن الذي أعرفه وأوقن منه وألمسه بقلبي وعقلي، أنَّ لنا مقاييسَ لا تصلح أبداً أن نقيس عليها الأمور حين نتحدث عن الله، الحقِّ الأجلّ الأعظم، تباركَ وتعالى.
فنحن - بني البشر - ، إن أغضبك فلانٌ، أو تشاجرتما، أو رفض أن يجيبك إلى ما دعوته إليه، أو غير ذاك، فربما لا تصله، ربما لا ترد سلامَه، ربما لا تجزل له العطاء، ربما غلبتك الغضبة فقطعتَ عنه ودك، حتى يعود إلى ما تريد.
أما الله عز وجل – ولا نعلم عنه إلا ما أخبر به عن نفسه – فينتظر توبة عبده، حتى إذا تاب كان أكثر فرحاً به.
إنه لا يقطع عنه نعمه، ولا يزيل عطاءه ورزقه الدائمَ للعبد المذنب الغافل، ويمهله كثيراً، ويتوب عليه، ويغفر له ما استغفرَ.
فكيف لا يحب الله العاصي؟
وكيف أيها الإمام العاقل، تنتظر ممن تقول لهم: أنتم "وحشين"، والله لا يحبكم، وأنا أنصحكم لوجه الله أن تعرفوا الله حق المعرفة.. كيف تنتظر منهم أن يقبلوا منك نصحاً، أو يسمعوا لك وعظا؟
من منا يحب أن يسمع لمن يقول له "أن الله لا يحبك، فتخلّ عن حياتك هذه، واتبعني يحببك الله"!
أما كان خيراً له لو قال: "أن الله رحيمٌ، وسِعَتْ رحمتُه كلَّ شيء، يحب منكَ أن تتوبَ وأن تُحسِنَ الظنَّ به ولا تيأس من رَوْحِه"؟!