إنها لي

الهدف الرئيسُ مِن هذه المدونة هو تأريخٌ لما أكتب، فلستُ أزعمُ أن أفيدَ بها أحداً سواي

Nov 15, 2007

نخوة

(1)
إنِّي أتَضوَّرُ جوعاً
لكني لم أسلبْك طعامَكْ
أن تأكُلَ: شَهوَةْ
أن تقْدِرَ أن تحيا من غيرِ الشهوَةِ: نَخْوَةْ !
* * *
(2)
يَرْحَمُ ربي أياماً
كان صراخُ المرأةِ فيها
يستَنْهِضُ حَرْبا
تنكشفُ العورةُ؛ يَكْفِيهم للغَزْوَةِ سَبَبا
اليومَ، أنوحُ و أبكي
أتوَسَّلُ.. قد يُهْتَكُ عِرْضي
قد أقْذَفُ.. قد أوسَعُ ضَرْبا
قد يُسْلمُني كَلْبٌ كلبا
لا الحربُ اشتَعلَتْ ثأراً لي
أو هذا السِلْمُ المَفروضُ علينا قد
وَلَدَ العِزَّةَ مَنْ رَحِمِ الأشلاءِ الحِبْلَى
أو خاطَ جروحَ الحُرُماتِ الداميةِ بأرضي
بل تركَ الموتَ، يعجِّلُهُ
مَرَضي
* * *
(3)
وا إسلاماه!
وا زَيْدَاهْ.. وا عُمَرَاهْ
وا محموداهْ !
يا تُبَّعَ مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ، و حَمَلةَ دِينِ اللهْ !
* * *
(4)
و تَزاوَجْنا
و تكاثَرْنا
كَثُرَ النسْوَةُ في قُطْرَيْنا
كَثُرَتْ شَكْوَاهُنَّ، فهذي
تَزعُمُ أنَّ الذئبَ ترَبَّصَ كي يتلمَّسَ قِطعاً منها
تلكَ، تحسَّسَ مِنْ خَصْرَيْها
أوْغَلَ هذا مِنْ تحتِ ذيولِ الثوْبِ، فأدْرَكَ رِجْلَيْها !
ثَقبَ الآخرُ باباً بسِهامِ العينِ فأبْصَرَ مِن خلفِ الحُجُبِ، الخُصَلَ العاريةَ لديها
نرْفعُ شكواهنَّ لمَنْ وَلِيَ الأمرَ، فيقْضِي:
" هُنَّ نساءٌ يتَدلَّلْنَ على الأزواجِ،
فهَلْ عَدْلٌ
أنْ نَرْجُمَ مَنْ يَرْمُقهنَّ بِشهَوةْ ؟!
لكِنْ، حينَ يواقعُهنَّ غريبٌ – لا يَرضَيْنَ بهِ – غَصْبا
أعِدُ بتحْريكِ الجُنْدِ، و تَقْبيلِ الجَبْهَةِ و يَدَيْها !!
و الآن... اذْهَبْ
شكواكَ لغيْرِ الله مَذلَّةْ ! "
* * *
(5)
ماذا لو واقَعَهُنَّ الجندُ بنَفْسِهْ ؟!
هل نرفعُ شكوَى ؟؟
نَقتُلُه ُ ؟ أمْ نَطْلبُ عَفْوَهْ ؟!
* * *
(6)
وصَّاكَ رسولُ اللهِ بنا
فأضَعْتَ وَصِيَّتَه غَفْلا
و كَفَى بِجَهنَّمَ مَثْوَى
* * *
إحقاقا للحق، لا بد من هذا التذييل:

هو لا يعْرفُني
لمجرَّدِ أني مُسلِمَةٌ كَلْمَى
تَسْتنجِدُ.. تَبْكِي
فتمَلَّكَه الحزنُ، تمَنَّى
لو يجْعلُ كلَّ دموعِ العينِ رَصاصا
في صدرِ الوغدِ نَرَى غَوْصَهْ

لا يعرفُني
لكنّي أعْرِفُ شيمَتَه ُ، شَخْصَهْ
لا أعرِفُ شَكْلَهْ
لكنّي أعرِفُه ُ:
عَرَبيٌّ ، شَرْقيٌّ ، حارُ الدمِّ، فكلماتٌ صادِقَةٌ مِنْهْ
تَتْلو وَصْفَهْ
مِنْ بيْنِ السَّطْرِ ترى أصْلَهْ
* * *
صرخاتي تتمَنّى أخّا
ذكَّرني أنَّ أخوةَ إسلامٍ عُظْمَى
تَمْنَحُني مِثْلَهْ !
أخْبَرَني أنَّ الكلَّ لنا إخْوَةْ
فاختاري ما شِئتِ .. أشيري
إخوَتُكِ يُجِيبونَ الصَّرْخَةْ

فجزاهُ اللهُ – عَلا – خَيْرا

* * *