إنها لي

الهدف الرئيسُ مِن هذه المدونة هو تأريخٌ لما أكتب، فلستُ أزعمُ أن أفيدَ بها أحداً سواي

Dec 24, 2008

الحمد لله ما أعطى

الحمد لله ما أعطى و ما سَمِعا = و أكتب الشِّعرَ في غفرانِهِ طمعا
دعْ عنكَ شكريَ يا مَنْ كنتَ تشكرني = شُكري إليكَ هو الأوْلَى أتَى يسْعَى
ما كنتُ أحسبني يوماً على خَجَلٍ = كمثل يوم يضيقُ الحرفُ ما اتَّسعا
ماذا أقولُ و قدْ أعجزتَ قافيتي = عجزَ المحاطِ بفضلٍ مِنكَ ما مُنِعا
ربي يجازيكَ عني ما يجازي بهِ = عَبداً تقياً نقيّا واكفاً دمعا
كمثلِ ما الله أكرمنا من الدنيا = و قدَّر الخيرَ، نَحمدُه لِمَا جمعا
هو المجيبُ فنسأله بقدرتِه = جناتِ عدنٍ، نُخلَّدُ في النعيمِ معا

Dec 19, 2008

لغة الجسد

نملك أجسادَنا، و لا نتصرف فيها كما ينبغي..
و ما دريْتُ أن الأطفال تؤثر بهم لغة الجسد إلى هذا الحد – أكثر مِن أي لغة أخرى – إلا بعدما أثبتت التجربة الفعلية مع ابنة خالي ذات الأعوام الثلاثة، لي هذه الحقيقة..
الصغيرة الرقيقة تبهرك بجمالها و براءتها، فلا تملك حيالها إلا الضمَّ و التقبيل كرد فعل طبيعي لما تثيره داخلك من مشاعر..
و عندما أفرطتُ في هذا التعامل الجسدي معها، دون حتى أن يصاحبه أية معطيات أخرى كالحلوى أو الهدايا أو الأطعمة المحببة، أو الدمى و العرائس، كانت النتيجة مذهلة!



تعلقت الصغيرة بي تعلقاً عجيباً..
تعلقاً ليس له مثيل مع بقية أبناء عائلتنا ممن يقضي معها الكثير من الوقت في اللعب و الكلام، مما أكد لديّ ما كنتُ أثق به من قوة "اللمس" في نفس الإنسان..
إنها تستيقظ كل يوم، فتهرع باحثة عني – عن حضني – ثم تقف ساكنة عند ساقيّ، إذا جلستُ أتابع حديثاً ما مع الأسرة، فلا أتمالك نفسي أمام مكوثها عندي صامتة – لا تطلب شيئا غيرَ القرب – إلا برفعها إلى موضع قلبي، أو إحاطتها بذراعيّ في قوة، غير متخلية عن أذني الواعية لما يقال..
هذه الصغيرة تبهرك!
تعطيها، فترد لك العطاءَ أضعافاً..
تمسح شعرَها بأناملك، فتقضي هي النهار تقبيلاً لوجنتيك!
هذه الصغيرة علمتني الكثير..
و بقدر حرصنا على ألا يمسنا مَنْ لا حَقّ له في أجسادِنا، يكون حرصنا أيضاً على استغلال كل جزء في هذه الأجساد مع من يحل له ذلك..
و من هنا يدوي في عقلي حديثُ المصطفى - صلى الله عليه و على آله و سلم - عن اليتيم، و الحث على مسح رأسِه لمن أراد منا أن يرقق قلبه..
لم يغفل الإسلام هذه اللغة البليغة.. لغة الجسد..
و هي بالفعل قادرة على تغيير الكثير، و على وصل ما انقطع، و مداومة ما اتصل، و الإفصاح عما قد تعجز لغة الكلمات عن الإفصاح عنه..
لكننا لا نحسن الحديثَ بهذه اللغة..
أو نخاطب بها مَنْ ليس معنِيّا بخطابنا..
أو نتحدث بها في تقتير شديد، بينما نترك ألسنتنا تنطق بسخاء مماثل له في الشدة، بما قد يهوي بنا في النار..
لم نتعلم أن نقبّل و نحتضن..
لم نع كيف نضم، و نحوط بأذرعنا، و نمسح بأيدينا، و نحتوي بصدورنا، و نشد بأكفنا..
لكنني منذ ذلك اليوم الذي حظيتُ فيه من صغيرتي بما لم أكن أستحق، قررتُ ألا أبخل على أحدٍ بما أملك بالفعل، و لا يكلفني مشقة.. بل يورثني رقة و سعادة..
منذ ذلك اليوم، و يداي ليستا بجانبي، و شفتاي على وجنات الآخرين!
قررت ألا أكون فصيحة اللسان فقط..
بل و الجسد أيضاً.

Dec 13, 2008

حملة الصح

تيجوا نصلّحْ من بلاوينا
و الكارينا دي مش لينا!
هو الدين بيقول نتعرّى
هو الصح نكون فاترينا؟

مش هندخن، مش هنحشش
مش هنقول ألفاظ بتطفش!
مش هنسبّ اللي ما يعجبنا
"ابن" و "بنت" الـ ، لا ما شتمتش!

دايما تلقَى الصح بيلمع
ياللا أنا هاعمل فيها واد مجدع!
كل الألفاظ دي هابطلها
و الأخلاق و النخوة هترجع

وانتي يا أحلى جهاز إعلام
عن إسلامنا، ليه تعبان؟
جربي طب مانتيش خسرانة
شيلي الميكب و البرفان

هو الصح، أهو بيندهنا
نمشي وراه، مش هنقول تهنا
احنا أخوات، لينا همنا واحد
بالحملة دي نداوي جروحنا

Dec 12, 2008

هاقد ذكرتكَ

ها قد ذكرتُكَ بالذي = أفْرِدْتَ يا خِلّي، فَعِ
حينَ احتملتَ قصيدتي = و شهِدْتَ مولدَها معي
أو حلَّ حزنٌ في غَدٍ = فتقولُ : "عنكِ دعي دعي" !
إنْ دمتَ في الموْلَى أخاً = فسأستهين مواجعي
أو كنتَ لي فيه النصيـ = ـرَ فتضمحلّ مدامعي
لا أحْسِنُ الإحسانَ بل = فالله خيرٌ سامعي
أرجوه في ذلٍّ و في = قُرْبِ السجودِ الخُشّعِ
لك أن تصانَ محمدٌ = و التوْبَ قبل المَرْجِعِ
و اصفحْ و كنْ لي غافراً = جهلي عليكَ، فلا أعي!

Dec 8, 2008

أسامة


كابنِ زيْدٍ كنْ أسامة = ناصباً رأساً و هامة
جئتَ في وقتٍ أفاضَ الناسُ دمعَهمو قياما
جئتَ تبشيراً : قبولَ الدعوةِ الظمأى صياما
جئتنا و الله أكبرُ و الأضاحي و السلامة
جئتَ خير العام يوماً = لم ننمْ إلا لماماً
أدلى كلٌّ مِنا دلواً = أخرجَ البشرَى غلاماً
في جمال الطفل أبصرناه تعلوه ابتسامة
مادداً كفيه يسعى = راجياً مِنا طعامَه
كم أبٍ؟ كم والداتٍ = كم و كم تحظى أسامة؟
زينبُ الأم التي = قد أنجبتْ، فالآن "ماما"
ليست الأولى فقط = بل كلنا أمٌ تماما
كن كريماً لا يبالي = في ثباتٍ بالملامة
فيكَ منذ اليوم حلمي = كابنِ زيْدٍ ذا أسامة

Dec 7, 2008

مرحى زينب!

فلتهنأ روحُك يا أسماءْ
بأسامةَ مِنْ نسلِ زُيَيْنِبْ
تلد بيومِ الحجِّ الأكبرِ
طفلاً يحتالُ لكي يخرج
أعجلناه؛ كيما نسعدَ
أم عجلَ لكيْ يلقَى زينبْ ؟
- و له حقٌّ في أنْ يعجلَ
و لنا حق في أنْ نرعبْ –
وضَعَتْ زينبْ
طفلا يلعبْ
و سيملا أكواناً من حولِ الشمساويين بفرحٍ
و سيعقبنا عزاً و يكون
لبهجتنا نبعاً نَرِدُ، و نصدر عنه
هو لا ينضبْ
نرجو لأسامةَ و لزينبْ
صحةَ إنسانٍ لا يتعبْ
مرحى زينبْ!
مرحى زينب!

Nov 14, 2008

عشقي نَفسي

أحضن ديسميَ و ساقيَّا..
و أضمَُ ضلوعي في صدري..
لا أجد سوى حشو سريري قبراً للميّتِ مِنْ عَيْني
لا أعرفُ غيري لي مأوَى
أتكوَّرُ في زاويةِ الكون، و قدْ قفلوا بابَيْه عليّ
هي أعضائي ساهرةٌ معيَ لحُمَّى الروحِ بلا نَوْمِ
هل تُنْكرُ أنْ أعشقَ نفسي؟!
لمَ لا؟
و البعضُ بها يشبه عِلمي؟
لمَ لا،
و السرَّ بها يفضحُ علني؟
لمَ لا أعشقها، و الكلُّ حواليها زيفٌ
لا أثق بحقٍّ خارجها؟
كاذبةٌ كل حقائق أهل العِلم
و أهل الجهلِ
و أهل الأشباهِ، و أشباح الأهلِ
و مَنْ لا أهلَ لديه، و مَنْ ....

سلسلةٌ بغضاءُ اللفْ
و الكلُّ حواليها زيفْ
--------
نَفْسي هي مَنْ أنا أعشقها
هي قصة حبي، هي أوْفَى
مَنْ عاشتْ تؤلمني في خوفْ
هي مَنْ بحياتي تحيا، أو
إنْ مِتّ أنا، فلسوف تموتْ!
هي حقٌّ في لجلجِ ملكوتْ
أحببتُ سذاجتَها عمداً
أحببتُ براءتها مني،
إنْ خنتُ عهوداً لي معها
تباً ! حتّى أنْتِ تخونين !
----
حضني جسمي
دمعي عيني
روحي أختي
شِعري كفني
----

Nov 6, 2008

قسوة

استجابة لرسالتها لها ليلة أمس، ذهبت (مها) إلى المصلى لتلقى صديقتها..
تعانقتا كالعادة كلما التقت مَن تحب – أو مَنْ تعرف – ثم جلستا سويا..
صنعتا حلقة صغيرة مع ثلاث أخريات من صديقاتهما..
بدأن الحديث بسؤال سريع عن أخبار الجميع، و عن الدراسة و المذاكرة، و عن (أوباما) و فوزه، و اتحاد الطلاب، و العديد من هذه الأشياء..
تذكرت موعد محاضرتها.. الوقت يمر سريعا..
فتاة أخرى تدلف إليهن.. ينقضي المزيد من الوقت في العناق و الحديث، ثم ترحل القادمة لتعود الحلقة الصغيرة إلى سابق عددها..
- ايه رأيكم.. تيجي نقرا شوية قرآن؟
قالتها الصديقة بابتسامة كبيرة تعلو وجهها..
لم يعترضن بالطبع... بل رحبن، و بدأن مقرأتهن الصغيرة..
لا تنس أنهن أضعن المزيد من الدقائق الثمينة في اختيار الآيات التي سيقرأنها..
---------
دعواتها اتخذت مسارا آخر تلك الأيام..
يمر على الفرد منا أيامٌ تشغله فيها قضية ما، فتسيطر على لهجة الدعاء..
كانت قضية (مها) تلك الأيام هي أنها تشعر أنها بعدت كثيرا..
تشعر أن قلبها قسا كثيرا عما كان من قبل..
هل لأنها افتقدت صحبة صالحة؟
الفتيات كثيرات حولها، لكن لِمَ تشعر أن الحب و الاهتمام لم يعد كالسابق؟
هل هو فتور المشاعر الذي يحل كل حين و آخر؛ ليفسد علينا وتيرة واحدة استمرت طويلا – لكنها جميلة - ؟
حاولت كعادتها أن تجد تفسيرا منطقيا لما تشعر به من قسوة في قلبها، و من جمود رهيب في حركات حياتها كلها، إنها الدوامة اليومية التي تحياها بآلية شديدة، و بلا أدنى إحساس أو مشاعر..
الكلية.. المحاضرة.. الدرس.. الكتب.. الامتحان.. النوم.. الطعام..
ثم الكثير من الوقت المهدر في لا شيء..
كم سئمَتْ هذه الحياة!
لا، لم تكن هذه حياتها من قبل أبدا..
لم تكن يوماً هكذا، كي تعتاد هذا الجمود، و هذه القسوة، و جفاف الأيام الكئيب هذا..
لكم تمنت حينها لو شاهدت فيلما مؤثرا، أو رأت طفلا صغيرا مهانا، أو سمعت قصة رجل عُذِّبَ حتى الموت!
ليست شريرة لتتمنى هذا لأحد بالطبع، لكنها فقط أرادت أن تعرف أنها مازالت تملك قلبا رقيقا، يشعر و يتألم و يبكي، كما أحبته دوما و عرفته..
و لأنها قضيتها، فكانت تسيطر على دعواتها ليلا..
تسأل صحبة صالحة تعينها..
و تعوذ من قسوة القلوب..
---------
بعدما فرغن من التلاوة و استخراج ما جال بأذهانهن من خواطر، اعتدلت (مها) و سألت صديقتها في اهتمام:
- انتي كنتي عاوزاني في حاجة معينة، و لا نشوف بعض بس؟
ابتسمت صديقتها مرة أخرى، و غمغمت بكلمات لم تفهم منهن (مها) هل الدعوة بهدف أم بغير..
واصلن الحديث هكذا، إلى أن أعلنت (مها) أن الوقت قد حان لتغادرهن إلى حيث محاضراتها...
و يبدو أن هذا نبَه صديقتها؛ إنْ لم تفصح عن رغبتها الحقيقية في اللقاء الآن، فستغادر (مها) دون أن تظفر منها بشيء..
لذلك استوقفتها قبل أن تمضيَ بثوانٍ..
- أنا بس كنت عاوزة أشوفكم النهاردة عشان انتو عارفين قد ايه الصحبة الصالحة بتفرق مع الواحد.. عاوزين نشد بعض لفوق دايما...عاوزين نسأل على بعض.. عاوزين زي ما احنا قاعدين كده.. تحفنا الملائكة، نبقى قاعدين مع بعض في روضة في الجنة...
كانت تقول هذا و هي ترمق (مها) بنظرات خاصة...
فالدعوة كانت لها.. و الرسالة جاءتها وحدها ليلة أمس.. أو هكذا ظنَّتْ..
الصديقة تواصل حديثها العذب، و (مها) تثبِّت عليها بصرَها، و تبتسم رغما عنها..
لأن الدموع في مقلتيها لم تكن لتسمح لوجهها أن يبسم..
واصلت الفتاة حديثها:
- نفسي كده نبقى مع بعض على طول.. نبقى أصحاب كده، و نساعد بعض و نشد بعض..
خفضت (مها) عينيها..
لم تعد تستطيع الاستمرار..
لم تعد تستطيع تثبيت عينيها على صديقتها..
لم تعد حتى تقوى على الابتسام..
فقط البكاء المتزايد الصامت..
أما الفتاة فلم تعد تدير عينيها فيهن، و لم تعد توزع نظراتها عليهن..
بل أصبحت لا ترى إلا (مها)..
تمنَت لو تقطع حديثها تماماً، دون أن تفرغ منه؛ فقط لتحتضن (مها) بقوة..
قاومت هذه الرغبة..
واصلت حديثها..
و دموع (مها) لا تتوقف..
"هذه الفتاة تقول كلاماً مؤثرا للغاية!"
هكذا برّرت (مها) بكاءها لذاتها..
الغريب أنه لم يشعر بها أحد..
هل شعرت بها صديقتها لأنها كانت تواجهها مباشرة في الحلقة؟ و لأن الباقيات لا يرين وجهها بشكل مباشر كما تراه هي؟
---------
نهضت بغتة لتطوّق (مها) بذراعيها في قوة أم، و هي تهتف بابتسامة كبيرة:
- من الصبح و أنا عاوزة أحضنك!
ثم أشارت للباقيات: - البت دي رومانسية أوي!
كانت الرغبة متبادلة..
تمنت (مها) أيضا أن تحتضن صديقتها منذ أن انحدرت منها أول دمعة..
تمنت أن تشكرها..
أنتِ أعدتِ لي قلبي الحي..
أنتِ حركتِ داخلي الإنسان..
لكنها لم تشأ أن تقطع حديث الفتاة، أو تصيب الباقيات بالضيق، لأنها احتضنت واحدة و تركت الأخريات!
تخشَى على مشاعرهن جدا.. و تطويق واحدة دون الأخريات في مشهد لا يستدعي ذلك من وجهة نظرهن ربما ضايق إحداهن، أو أصابها بالغيرة..
لكنها فعلتها على أية حال.. وما كان لها أن تقاوم، و قد ضمتها الفتاة في قوة مماثلة لما قدرته (مها)..
استمر هذا العناق المختلف عن أي عناق آخر يكون ببداية أو نهاية أي لقاء يومي عادي..
و بعد نعت (مها) بالرومانسية، قالت الفتاة بصوت عال كأنها أرادت لقولها أنْ يُسمع:
- يا بخته!
احمرّت (مها) كثيرا، و هي تقدّر أنها لن تعرف كيف تجيب الفتاة..
سعَتْ لإنهاء اللقاء سريعا، و هي تعود للنظر في ساعتها، و تأنيب ضميرها لهذا التأخير الصريح عن موعد محاضرتها..
لا تحب التأخير، و تلتزم بمواعيدها دائما..
سيكون الباب قد أغلق في وجوه الطلاب..
ستدخل من الباب الخلفي..
لكن التأخيرَ في ذلك اليوم بالذات، لم يحظ منها بما كان يحظى سابقا من بغض، و تقريع..
بل كان تأخيرا مستحقا جدا في رأيها..
تأخير يساوي ثمن قلبٍ ..
ثمن جلاء قسوة قلب.
Align Right

Oct 6, 2008

لو كنتَ إماماً للمسجدِ

(1)

لو كنتَ إماماً للمسْجدِ
لخبرتَ خفايا المُسْتَعبِدِ
لو كنتَ خطيباً في مسجِدِ
مِنْ أيّ بقاعِ المحروسةِ
- ذَعَروها هم أمْ حرَسوها؟!! -
لحفظتَ وجوهَ رجالاتِ الأمنِ المكتوفِ
بأسْوَدِ يَدِ
لو كنتَ إماماً للمسجدِ
لرآكَ المبعوثُ بِشَرٍّ:
جنْديُّ الأمنِ المتفرّدِ
و خلا بالنصحِ المُستَنفَدِ
لنَهَى عن معروفٍ، و أتَى
في كلِّ أوامرِهِ المُنْكرا
لنهاكَ – بِذوْقٍ – أوَّلَ ما
ينهي عن ذِكرِ الشهداءِ، و أسْرَى يحيون على ذلٍّ
في ظِلّ القهر المتجدِّدِ
------------
(2)

لو كنتَ خطيبا للمسجدِ
حثَّ عقيرتَه موقظةً:
" مَنْ يهْدِ اللهُ فذا مُهتَدِ،
"ماذا لو كنا يا قومي
في مُلكِ سليمانَ كهُدْهدِ ؟ "
لرمَوْكَ بتهمةِ تنبيه الغافلِ /
إيقاظٍ للشاردِ
----------------
(3)

كان إماماً يوم الجمُعةِ
يسعَى بالقلبِ إلى المسجدِ
يوقفه مبعوثُ الشرِّ، و يأمرُ في نصحٍ متوعِّدِ
"لا تذكرْ شيئاً عن غَزَّةَ، و الأقصَى، و بلادِ الذلّةِ "
يبتسمُ و يهمسُ في سرِّ:
" الذكرُ لبلدان العزّةِ
بسواكِ فلنْ تُبْعَثَ خطبتي"

مِنْ فوقِ المنبرِ يخطبنا
أوّل ما قالَ: "أيا قومي
مخبرُكمْ ذا لا يقرؤكم أمناً / تسليماً / أو سِلما
مخبركم ذا يتوّعدني
فيحدّد حركاتِ لساني، و هواءً يَلِجُ مسامعَكمْ..
هل صرنا يا قومِ عبيداً،
و لغيرِ الله من السُجَّدِ ؟!"

آخر ما قالَ: "أيا قومي..
أدري أينَ سأقضي يوْمي!"
--------------
(4)

لو كنتُ إماماً للمسجدِ
أتهيّبُ في الحقِّ اللوْما
فسأدعُ إمامتَه مِنْ غَدي!

Oct 1, 2008

وفاة جدتي

ماتت جدتّي لأبي..
ماتت ليلة عيد الفطر..
امرأة عجوز مسنّة، لم نعرفْها إلا من خلال حكايا أبي المستمرة عنها..
كنا ننتظر نبأ وفاتها منذ عدة شهور، لكن الله أراد أن يدّخر لها ذلك يوم الجائزة..
يوم يتسلم المسملون جوائزهم في عيد فطرهم، بعد شهر الصيام؛ لتصعد روحُها إلى بارئها فتتسلمَ جائزتَها في السماء..
النبأ متوقع في أي وقت.. الليلة عيد.. الكل نيام..
أنا أداعب أزرار حاسبي المحمول..
لربما لو كنت أنا نائمة أنا الآخرى، لما استمع أحدنا لرنين الهاتف، و لما استيقظنا إلا بطرقات عنيفة على باب شقتنا تثير ذعرنا و حزننا من بعد..
لكنني كنت هناك..
في انتظار الهاتف؛ لأرد عليه، فأجده عمي – و جدتّي مقيمة عنده منذ ثلاث سنوات - ..
ظننته يهاتفنا تهنئة بالعيد..
حتى سألني عن أبي، و طلب مني إيقاظه؛ "لأن جدتك توفيّتْ "..
أعرف أننا ينبغي أن نقول حينها "إنا لله و إنا إليه راجعون"، لن أقول إنني نسيتُ ذكرَ الله، بل قلتها، و لم تتجاوز أبدا شفتيّ..
انعقد لساني فلم تخرج منه كلمة..
لكنّ قدميّ أسرعتا بي إلى حيث غرفة أبويّ، أوقظ أبي، و كلي رغبة في ألا أوقظه!

و حينما انتفض مذعورا لهمسي الخافت له كي يصحو؛ قلت: عمي يريدك على الهاتف، فصاح مِن فورِه: إذاً ماتت أمي!
لم أشأ أن أكذّب حينها أو أصدّق قوله، و إنما تركته يذهب ليجيب هاتف أخيه، و يعرف من لدنه بنفسه..
ما عاد الكل نياماً..
استيقظوا جميعا، و بدأ أبي في الإعداد لسفر طويل إلى حيث يقوم بدفن أمه في إحدى قرى محافظة المنيا، حيث قبر زوجها و ابنتها..
---------
طوال الوقت و أنا أرقب أبي في حذر..
أتساءل كيف تأتون – معشر الرجال – بهذه القوة؟؟
أنا أنهار سريعا..
كيف استطاع أن يخفي عنا سيلا من دموع، رأيته يتوارى خلف قناع من جمود؟
كيف استطاع ادّخار كي شيء، حتى يغادر المنزل، و يذهب إلى حيث لا ترصده عينا فتاة متوجسة مثلي؟؟
لا أدري..
--------
عاد أبي..
بطنّ من إرهاق، و أطنان من أسى..
لم ننجح في الحديث إليه؛ إلا بعد عودته بيوم..
بدأ يقص علينا كيف سارت الأمور هناك..
كيف دفنها بيديه؟
كيف دخل يودّعها و هي على فراش الموت..
كيف انهال عليها بقبلاته، و عبراته..
و كيف، و كيف، و كيف..؟
ثم لم يستطع أن يخفي عنا دموعا أخرى..
خنقته، فانهمرت مسببة ذلك التهدج في صوته، و هو يواصل علينا القصَّ..
سعدتُ في البداية أنه تكلم..
أنه يقص علينا جميعا في جلسة واحدة، التففنا فيها حوله...
لكن، عندما رأيتُ دموعه لأول مرة في حياتي منذ ولدتُ، أدركت كمْ بذلَ من الجهد كي لا تخرج..
و أدركتُ معنى أنها خرجتْ الآن، و أننا رأيناها بالفعل..
معنى أنها غلبَتْه، أنها كانت قوية جدا..
تمنيتُ لو أحتضنه لحظتها، لكنني لم أفعل..
ولو فعلتُ، لبكيتُ بكاءً غير طبيعي.. و هذا آخر ما يحتاجه أبي ساعتها..

فذهبتُ لأبكي وحدي..
-----


Aug 29, 2008

عمرو

(عمروٌ) حجرتُه موصدةٌ
حاولتُ مراراً أن أدلِفْ
و طرَقتُ ثلاثاً، أو أكثرْ
و كذلك زوجي، فكأيِّ رقيبَيْنِ أردنا أنْ نعرِفْ

(عمروٌ) لا يفتحُ لي بابَهْ
(عمروٌ) لا يتركُ شاشتَه
و يخاطبُ – دوني – أصحابَهْ
يتعمَّدُ (عمروٌ) معصيتي
يسخَطْ..إنْ رضيَتْ ذائقتي
إنْ أرسمْ درباً يجْنبْهُ
طفلي..لا أدري ما صابَهْ !

أحببتك يا (عمرو)..أجبني
افتح يا (عمرو) و لن تندمْ
اسمع بالقلب، و قد تفهمْ
امدد كفّيْكَ، و صافحني

Aug 23, 2008

الحلمُ المشروع بقوة

(عيد ميلاد)

أخِذَتْ أحلامي في صمتٍ
بالعامِ الوالدِ أعواما
و السنةِ الماضيةِ الأخرى
في صفحةِ مرآةٍ أرقُبُ وجهي، و أناشِدُها كَذِبا..
كم صاحتْ أمي بجمالي!
أوكان جمالا مخبوءاً
في قلبٍ خالطني قُرْبا ؟
كم غِرْنَ الفتياتُ لحالي
أوكانَ وبالا مُرتَقَبا؟
أنْ أرزأَ في حُلمٍ عِشتُ بألواني أرسمه دهراً؟

" طيبةً يا رب أراكِ
و بخيرٍ أنتِ، و في صحةْ "
بُشْراها انغرسَتْ كنصالٍ
مزَّقتِ الأنثى في جسدي
أمُضيُّ العمرِ بِيَ البُشْرَى؟؟!
لم أظفرْ في عِقدي الثاني
بالحلم المشروعِ بقوّةْ
و كذلكمُ العِقدُ التالي:
لا الزوجَ، و لا ظفرَ بنوّةْ !
* * *

(فراغ)

و أؤاكلُ نَفسي، و أناجي روحي في أوقاتِ فراغي
يوماً هاتفتُ صديقاتي:
- " فلنَخرُجْ.. لمَ لا تسألنْ ؟!
- عذرا حُبي، عنكِ شُغِلنا
بالبَيْتِ، و (صبري)، و (إيادِ)
بالمدرسة، و بالبنتَيْنْ "

لنْ أهزَمَ.. لي ما يشْغلني
لي عملي، بَيتي، و النادي!
* * *

(مفارقة)

عَشْرٌ مِن السنينَ عُمرُها، و زيدَ سَبْعْ
تثيرُني بفقرِها
و بالرَّضيعِ لائذٌ بصدْرِها
و غيرُها
و إنني
إنْ أعطَ مثلَهنَّ أرْعْ !
* * *

Jun 20, 2008

لمَ لا تجيبُ رسائلي؟

لِمَ لا تجيبُ رسائلي؟
لمَ غِبْتَ عنّي، نائلي؟

باللهِ تُرْسِلُ لي غَدا
أنا في احتياجٍ ، واشتياقٍ، مِنْ لهاثٍ مُجهَدَةْ

مفتونةٌ بحديثِهِ
مُنقادةٌ كالعادياتِ، بحَثِّهِ و حَثيثِهِ
مبهورةٌ بدُنوِّهِ مما طَوَيْتْ
و يجيبُني في ذَيْلِ كلِّ قصيدةٍ: " للهِ أنتْ" !
و يشمُّ بي عِطرَ الوَطَنْ
و يراني عُمْرَ شبيبةٍ..
ولَّتْ.. و يَذْكرُ بي السَّكَنْ

يا همسَ أبٍّ، ربَّتَتْ
كفّاه خدَّ مشاعري
و عَرَضْتَ للبيْعِ القريضْ
"أبتاه.. إني أشتري! "
أوَتَذْكرُ اليومَ الذي
عَذْبَ النعوتِ وَهبتني؟
فأقولُ – مُرتبِكاً مقالي - :"هل يغازِلني أبي؟! "
لو كنتُ في مَرمَى البصَرْ
لرأيتَني حَمْراءَ مِنْ فرطِ الخَفَرْ !

لا تجعَلنِّي أنتَحِبْ
فلتطْوِ عنّي، إذا بكَيْتَ
و لا تخبِّرْني.. تَطِبْ

باللهِ ترْسِلُ لي غدا !
فلقد توقّدتِ الصدور
و لقد حُرِمْنا أمَدا

* * *

خَبِّرْني كيْفَ ترَى الأفكارْ ؟
أمْ كيف بتقديرِ الصمتِ، و لحظاتِ ترَدُّدِ "شَيْمائكَ "
و كلامٍ مسكوتٌ عنه، وما قيلَ، و ما ليسَ يُقال
تفهمُ مني ما لمْ أخْبِرْكْْ ؟!
كيف وثوبُكَ فوْقَ الأسوارْ ؟
و حواجزِ بلدانٍ أخرى
و معانٍ في لوْحةِ أزرارْ ؟!

قل لي ما كنتَ تقولُ الآنْ:

"أنْتِ ابنتي
كالطفلةِ الصُّلبيّةِ
صَغُرَتْ سنون العُمرِ، بلْ
كبُرَتْ مكانةُ زَهْرتي"
----------------

بالله ترْسِلُ لي غدا
و لتَعْتَبِرْهُ الموْعِدا
أنْ تُسْعَدا

May 16, 2008

جهاد

كانت أولَ مرة أرى فيها رجلاً مبتورَ الساقيْنِ..
قشعريرة قوية سَرَت في جسدي، و أحاسيس شتى أطلت من عيني، قبل أن أسمح لنفسي بإنهاء الزيارة، بُعَيْدَ ابتدائها بثوانٍ قليلة..
"يا إلهي"..
تبادلنا النظرات..
كلنا نحمل ذاتَ المشاعر..
غضب مكتوم، رغبة في ثأر، إشفاق و رقة شديدة، ذهول مشوب بعجب..
"إنه لذو حظ عظيم.. اختاره الله ليبتليه، فصبر و شكر"
هكذا قلتُ.. فوافقوني الرأي جميعا، و أعادوا على مسامعه كلمات التثبيت و التأييدِ – التي عجزتُ أنا عنها – مع دعاءٍ بالنصر و الفرج القريب..
و غادرنا..
كما جئنا.. غادرنا..

* * *

يصلِّي على كُرْسيِّه..
ينظرُ إلى موضعِ قدميْه الخالي، و يبكي..
حوارٌ قديم، تديره الذاكرةُ في عقلِه:
صوتٌ جهور:
" يختارُ الله منا الأمثلَ فالأمثل.."
يرى نفسَه جالسا وسْطَ أقرانِه..
الرجل الذي يخطب فيهم يتابع:
" مُصعَب استُشهِد؛ لأنه كان يقوم الليلَ بستة أجزاء."
يدير فيهم عينين من ماس، هاتفا:
"من منكم يقوم الليل بستة؟؟"
يجيب الشاب في داخله، بتخاذل:
"أنا أقوم بأربعة.."
"لا، ليس بعد.."
قالها الخطيب في قوة، و كأنه سمعَ ما دار في خلد الشاب، أو قرأه في عينيه..

* * *

"الله أكبر"..
- أريد الشهادة..
- ليس بعد..
- أنا أقوم بأربعة..
- ليس بعد..
- لا قيامَ لي بعد اليوم..!
- جاهد بيديك و ما بقيَ من جسدك..
جاهد بقلبك و عقلك..
جاهد بصبرك و علمك..
جاهد
جاهد
جاهِدْ

* * *

لم يزُرْه أحدٌ بعدَها..
قد مات..
مات على فراشِه..
مَبْتورَ الساقَيْن..
شهيداً.

* * *

Apr 26, 2008

شمسي وقمري

تالله لو علمَ المطارُ بما جَرَى = في داخلي، حين ارتَحلتُمْ لانْهَدَمْ !
عودا، فليسَ سوى وجُودِكما أعي = ليسَ – اسمعا – كلُّ الرَّضاعِ رضاعَ فَم
لكما نصيبٌ في الطفولةِ ها هنا = أبكي لأنَّ لديّ قلباً ما انفَطَمْ !
أمّاه طفلتُكِ الوحيدةُ لمْ تَزَلْ = ترجو دعاءً حين تنهار القِمَمْ
لا تقلقي، فالكلُّ بعْدَكِ عائشٌ = غيرَ افتقادِكِ لا نعانيه الألَمْ
جاهَدْتُ عَيْنيَّ: اجْمُدا، بالمِثْلِ قد = أخفَيْتِ عني دمعَ أشواقٍ، نعَمْ
سبحانَ مَنْ سوَّاكِ أمّا قبلَ أنْ = يُعطيكِ بنتاً، في انتظارٍ لم تَنَمْ !

Apr 19, 2008

"فاكر" النشيد الثاني للمعادلة

فاكر يوم ما سهرنا نذاكر؟
يوم ما حلفنا نفوز في الآخر؟
يوم ما تعبنا.. يوم ما زهقنا؟
يوم ما صرخت: "خلاص مش قادر" ؟

لما حرمتَ النوم من أوضتك
لما طردت كسل من عندك
أهو جه يوم علشان تتأكد
ربنا مش هيسيبك وحدك

فاكر لما صحينا نصلي
"لما الفجر يأذنْ قل لي"
لما دعيت و الدمعة في عينكْ
"ربنا وفَّق علشان أهلي"

قبل ما أسيبك سيبني أتأمل
نفسي أقول لك كلمة الأول
عز الإسلام، فخره، بإيدك
زي بدايتك، اعلا و كمِّلْ

دي معادلتنا الغالية علينا
طول عمرها بتفكر فينا
شالت محنة و أمّا فرحنا
كانت أول فرحان لينا

مش هنضيّع ثانية في يومنا
مش "هنفارق"، و دي قوانينّا
نحلم؟ أيوه، و حلمنا عالي
بعد الحلم، تلاقي يقيننّا

تيجوا نبارك؟ تيجوا نهنّي؟
دايما، لليوم دا انا مستنِّي
أصلك طول السنة بتجاهد
حقك تفرح يا بني، و غني:

يامعادلتنا يا غالية علينا
طول عمرك بتفكرى فينا
جمعتينا .. وعلمتينا
حبك دايما مالى عينينا

دي معادلتنا الغالية علينا
طول عمرها بتفكر فينا
لمّا بندرس ، بتشجّعنا = و في أجازتنا أهي بترجّعنا
تفضل ماسكة في بعض ايدينا
دي معادلتنا الغالية علينا
طول عمرها بتفكر فينا
شالت محنة
و أمّا فرحنا
كانت أول فرحان لينا
--------------

احنا هنمشي، بس طريقنا
ثابت، و عليه كل فريقنا
للإسلام.. لله.. للأمة
دي مذاكرتنا، و ده توفيقنا

Apr 7, 2008

هل ندري الكنزَ بحضرتنا؟


و اجتَرأَ على أنْ يلمِسَ في داخلِ رُوحي فكرةْ
أنْ يلدَ الفمُّ توائمَ مِن حَرْفٍ
تتراقصُ في شفتيَّ، و شفتيْهِ، بذاتِ اللحظةْ
أنْ يحْمَدَ كلٌّ مِنّا حَظَّهْ
صرنا نتناوبُ في اليومِ حديثا
"أضْحِكْني.. و سأضْحَكْ "
" أهْمِلني.. و سأثْقُبُ فَرْحَكْ ! "

* * *

بالليْلِ أتاني، يحمِلُ صندوقاً أزرقْ
في مخملِ أرضيّتِه تغفو أسوِرَةٌ
مِن لهَفِ يَديْهِ ظننتُ صياغتَها: دَمُه أحالوه إلى عَسْجَدْ !
- "تعتقدينَ ستُعْجبُها ؟ "
و بحَسَدِ العيْنِ نظرتُ، و بعتابِ المزْحِ :
- "أخي.. مُذْ كمْ لم تَبْتَعْ لي شيئاً ؟؟! "
- "عجَبَتْكِ.. فهلْ؟ هلْ تعجِبُها ؟! "
هل كانت ضحكاتي ماءً
تطفيءُ نيرانَ تردّدِه؟؟
أم كانت ناراً تلهبه، إذْ أبْصرُ ضَعْفَ أسيرِ هوَى؟!

و خلستُ الأسورةَ، أطوِّقُ معْصميَ الأيْسَرَ:
- "أنظِرْني!
تعلمُ قانونَ العِشْقِ، فلَنْ
ترتديَ فتاتُكَ خاتَمَها
مِنْ قبلِ تألقِه منّي! "
- "أعطينيها! "
- كمْ تدفَعْ ؟؟
- أدفَعُكِ، و أدفعُ أعماري؛ قُرُباتٍ لملاكٍ تَحتي
- صدِّقْني.. إني أغبطُها
- و أنا أبكيهِ بشَفقاتٍ.. مَنْ جاءَ أزوِّجُه أختي!
داعيةٌ بهلاكٍ أمُّه!
- لي أخٌ.. و ثقيلٌ دمُّهْ !!

* * *

لن أحملَ همَّ تحرّشِ مَركبةِ اليوْمْ
سنكونُ معا
إنْ لمْ تَدرِ السيّارةُ، فسنسعَى
في طلبِ "النقلِ العامِ"، و لنْ
أخشى استحلالَ القَوْمْ

سيُضيفُ إلى مُدَّخراتي
نبتاع لأصلِ حَياتَيْنا: سيِّدةِ الحُبِّ و ملِكَتِهِ
حاجتَها في عيدِ الأمّ

و سأغضَبُ مِنه لأموالٍ
تنفَلِتُ لغيرِ حقيقَتِها، كنِساءٍ ثَرْثَرْنَ عَجائِزْ
ثُمَّ يصالحُني بَعْدَ قضاءِ مَسَاءَيْنِ لنا في اللوْمْ
سأكونُ سفيرَ سلامٍ
بيْنَ دلالِ حبيبَيْن
سأكونُ كبيرَ قضاةٍ، لا يرضَى بالضَّيْم
سيكونونَ الكسْرَ، و سأكونُ الضَّم!

* * *

يا سَنَدي
يا ظهرٌ أتَّكِيءُ عليه، إذا ما مالَ العالمُ بي
هل تغفرُ لي؟!
أبكيكَ حنينا وَهّاجا
و أعَضُّ أنامليَ بنَدَمٍ
أرأيتَ؟ لقد جاء فلانٌ
يخطِبُني، و يريدُ زواجا
باللهِ عليْكَ ألنْ تَرْجِعْ ؟!
أفلا تذْكرُ ما أضحكنا؟
و مقالَك لي:
- "أشتاقُ للفظةِ يا "خالي"
- مِنْ بعدِ سماعي " يا عَمّة"!
--------------------
و اللهِ سأفعلُ، و ستَسْمع

مَنْ ماتَ، فلَنْ – أبداً – يرجعْ
نمتلكُ كنوزا، لكنّا
لا ندري ثمانَتَها إلا
مِنْ بعد الفقدانِ، و إمّا
من بعدِ استعمالِ خيالِ..!

* * *

Mar 31, 2008

الإساءة

مَنْ ذا يسيءُ إلى حبيبي المُصطفَى ؟ = شُلَّتْ يداهُ و نورُ عينَيْه انطفا
يا خاتَمَ الرسْلِ افتَرَوا في غيِّهِم = و إليكَ شوْقي يا شفيعي ما اكتفَى
ظلموا.. عفا
كَدِروا.. صفا
يستهزئون و يسخرونَ، لكي ينالوا المصحفا
هو مُجتبَى، هو مصطفى..
هو عندَ مقدرةٍ عفا..

صلَّى الإلهُ عليكَ يا خيرَ الوَرى = يا سيِّدا ، يا مُرْسَلا، و شهيدا
صلوا عليه بقدرِ ما وَطِيءَ الثرَى = حيٌّ ، و ما أحصَى الترابُ فقيدا
* * *
باللهِ ، بالآياتِ، بالشهداءِ ، بالروحِ الأمينْ
و النورِ و الفرقانِ و الشعراءِ و "كتابٍ مُبينْ "
و الفجرِ و الأعلى و طه، و اختتامِ المُرْسَلينْ
فلقد كفاك الهازئينْ
فلقد كفاك الهازئينْ

* * *

" إنّا كفيناكَ المستهزئين، الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون، و لقد نعلمُ أنكَ يضيقُ صدرُكَ بما يقولون، فسبِّحْ بحمد ربك و كن من الساجدين، و اعبدْ ربك حتى يأتيَك اليقين."

* * *
صلوا عليه و سلموا تسليما
صلوا صلاةً تستزيدُ كريما

* * *
أنا لسْتُ أدنَى مِن جذوعِ النخلِ يا أغلى حبيبْ
يبكيكَ دمعي حين يأتيني حنيني من قريبْ
و لقد عَصَيْتُ، و ما عصيْتُ لأنني لا أستجيبْ
لكنّها النفسُ التي ما إنْ تَنِي ، حتى تُنيبْ

* * *

"إنّا أعطيناكَ الكوْثَرْ "
يسقي الأمةَ ، لا يتأخرْ
صلّى الله عليه و سلّمْ
بلَّغَ، علَّمَ، أنْذَرّ، بشَّرْ

* * *

صلَّى الإلهُ عليكَ يا خيرَ الوَرى = يا سيِّدا ، يا مُرْسَلا، و شهيدا
صلوا عليه بقدرِ ما وَطِيءَ الثرَى = حيٌّ ، و ما أحصَى الترابُ فقيدا

* * *

Mar 23, 2008

زيارة

إن التوفيق إلى عمل الخير من الله سبحانه وتعالى..
و تيسير الأمور، و قضائها بهذا الشكل، منه وحده، لا شريكَ له..
و لسنا نزعم – بقصّنا عمّا فعلنا – أننا من ملائكة الله في الأرض، أو أننا أشخاص رائعون لا تحلم بمقابلة أمثالنا يوما ما..
لكن الأمر أن زيارتنا تلك غيّرت فينا، و أضافت إلينا أبعادا أخرى لم نكن نشعر بها من قبل..
أو دعوني أتحدثْ عن نفسي، - بلا مراء - ، لأنني لن أستطيع أن أنقلَ ما حملته الأخريات من مشاعر، ما لم تسمح لي واحدة منهن بسبر أغوارها..
غير أنني أحسُّ أنهن يشعرن بمثل ما أشعر، و ر بما أكثر..
حسنا ، عمّ أتحدث بالضبط؟!!
أراكم لا تفقهون شيئا مما أقول! ، (ليس ذا عيبا في قدراتكم الذهنية العليا، حاشا لله) ، و إنما لأنني بالفعل لم أقل شيئا بعد!
----------
القصة هي أننا ذهبنا لزيارتهم..
نعم.. زرناهم هنا في مستشفى "فلسطين"..
جرحى غزة الأحباب..
و يا لها من زيارة!
كنا ثلاث عشرة فتاة، ما بين الثامنة عشرة، و الثانية و العشرين، لا يجمعنا غير حبُّ الله، و نصرُ هذا الدين..
في البداية لم نكن نعلم ما ينبغي أن يقال، و لا ما يراد نطقه في مثل هذه المواقف..
أذكر أنني بالذات، كنت أحاول قدر المستطاع إخماد كل نظرات الشفقة ، و التي علمتُ أنها تثير أصحاب الإصابات - أي إصابات - و تضايقهم ، من عينيّ، و رسم ما أستطيع وصفه "بسمة" بالكاد..
و رغم أن أول حجرة مررنا بها كانت لشاب..
(أو هو رجل، نحسبُه من خيرة رجال هذا الدين).. إلا أننا التمسنا بعدها حجرات النساء و الفتيات، حيثما ظننا أننا سنكون أكثر إفادة، و تفاعلا، و أقل حرجا..
و منذ ثاني الحجرات، حدث ما كنتُ أحاذره منذ البداية، و ما كنتُ أؤجل من أجله مثل هذه الزيارات..
لقد انفجرت أولانا بغتة في البكاء، عندما تحدثت امرأة من أهل غزة، عن إصابتها، و علوقها هنا، و رغبتها في العودة إلى أبنائها السبعة في غزة..
و العجيب أن المرأة كانت صامدة..
تتحدث في كل فخرٍ عن إصابتها، و ساقها المبتورة، و ما أسفرت عنه محاولاتها و أخواتها من فك أسر أكثر من سبعين شاباً في بيت حانون، استشهد منهم ثلاثة فقط، لينجوَ الباقون..
إلا أنها انفجرت أخيرا في البكاء، لتبدأ الشرارة الصغيرة التي أشعلتنا كلنا دموعاً، و نشيجاً..
و يا له من إحساس..
كنا نتمنى أن نمسح دموعهم بأيدينا، و ها هو الله يستجيب لنا، لنمسح دمعة لهذه الأم الصامدة، الصابرة..
صحيح أنها أدمع قليلة مقارنة بما ينهمر يومياً من دموع، و ما يسيل من دماء، لكننا شاركنا – و لو بنذر يسير – في تجفيفها..
كنا نلتمس أحضان هذي الأمهات، بأكثر مما فعلن هن..
كنا نجري لنرتمي في حضن إحداهن، لعلها تبثنا بعضا من قوتها، و صمودها، و عزها، و كرامتها، بدفء صدرها، و حنانها الجارف، و حنينها لأبنائها المبعودين عنها..
كنا نندفع – الواحدة تلو الأخرى – لننال ضمة من صدر أمِّ ملتاعة، يغفر الله لنا بها، و بتربيتنا على كتفها..
لكن ما أثارني أنا بشدة، هو كلمة من إحدى الأمهات الغاليات لنا، - و نحن على ثقة شديدة من تقصيرنا تجاه كل أهل فلسطين و باقي بلدان العالم الإسلامي – و مع ذلك، فهي تقول لنا في تأثر شديد:
"بارك الله فيكن، حيّاكن الله.. سينصرنا الله طالما أنه هناك أمثالكن ممن يشعرون بنا، و يرقّون لأجلنا... أنتم و نحن من سينتصر، لا الحكّام.."

عندما تعلق الأمُّ النصرَ علينا..
حينما تربط نصرَ أمة، بي وحدي!!
حينما يُعْلِمُكَ أحدُهُم أن الله قد يرفع بك الغمة عن شعبٍ..
فهذا كان أقصى أمانينا الذي من أجله نعيش... في كل خطوة نخطوها، و كل كتاب نفتحه، و كل لقمة نستسيغها، و كل لحظةٍ غلبنا فيها النومُ و ألسنتنا تلهج بالدعاء..
-----------
الآن .. تغيرت نظرتي للقضية ككل..
اللقاء المباشر يختلف قطعا عما تقرؤه في جريدة، أو ما تراه في تلفاز..
الحياة – ولو لدقائق – و استنشاق أنفاس الجرحى، و سماع أنينهم، و ملامسة أجسادهم، تختلف حتماً عن كل ما سواها..
لهذا أرى الآن أن القضية بداخلي صارت أهم بكثير..
صرتُ أكثر حرصا على سماع أخبارها، و متابعة تطوراتها..
صرتُ أكثر إخلاصا في الدعاء، و أكثر صدقا فيه..
صرتُ أقرب إحساسا بأنّ لي قطعا من جسدي ، هناك تمزّق..
بأنّ لي أهلا، إخوة، آباء، أمهات ، أخوات، أبناء، بني عم، صديقات، يتألمون، ونحن لاهون..
و اللهِ لم أعد أستطيب طعاما بعدها أبدا..
لم أعد أستلذ ضحكة، و لم أعد أطلب متعة، إلا و تراودني صور الجرحى، و تحتل ما تبقى لي من مساحة في مخي، الذي أحاول أن أتخيل به كيف سيكون الأمر، لو حدث المثل معي..
لقد رأينا يومها فتاة جامعية في مثل أعمارنا، انهار على رأسها البيت، فأصيب المخيخ – غالبا – و أمها تقسم أنها " كانت فتاة عادية جدا.. كانت طبيعية.. قبل أن يحدث ما حدث" ..
لتثير بأذهاننا ذلك السؤال..
إنها فتاة تقاربنا عمرا.. لربما أصيبت إحدانا يوما ما مثلها..
ترى ، لو أصيبت إحدانا ببترٍ في ساقيها – عافاكم الله – هل ستكون بهذا الصبر، و ذاك الرضا؟؟
هل ستبتسم هاتفة: "النصر لنا"..؟؟
هل ستحيا، ما شاء الله لها أن تحيا في عزّةٍ و صمود ، مثل هؤلاء القوم المستبسلين؟؟
هل؟؟

Mar 14, 2008

هي والألوان


المشهد الأول

غرفة صغيرة خالية، ذات جدران أربعة، بلا نوافذ، و لا أبواب، نرى بها فتاة صغيرة..

-------------
الفتاة:
كيف الألوانْ ؟
قالوا لي: إنَّ الأحمرَ كالأصفَرْ
بل هو يتوَقَّدُ أكثَرْ
هُمْ يخشَونَ عليّ النارْ
قالوا لي: إنَّ الأخضرَ بُسْتانْ

يتهدج صوتُها :
لمْ أرَ بستاناً كَيْ أعرفْ!
قالوا لي: إنَّ الأبيضَ سَبْعةُ ألوانْ
قالوا لي:....
لا،لا، لم أسمَعْ
بل في هذا اللونِ ، حياتي
هذي غرفتيَ، و هل فيها
لونٌ يقطنُ غيرُ الأسودْ ؟!
و سمعتُ أخيراً، أنْ ليس يُصنَّفُ مِن ضمنِ الألوانْ
بل هو شيءٌ شرّيرْ
يبتلعُ الألوانَ جميعاً، لا يعكسُ منها شيئاً

في سخرية مريرة:
ها ها ها.. يا لغبائي!
حتى لوني المعروفُ لديّ
ليس بلَوْنْ!

تصرخُ:
كيفَ الألوانْ؟
كيفَ الألوان؟

* * *
المشهد الثاني:

عينُ المشهدِ الأول..

--------------

الفتاة:
يراقبون غرفتي
يصادرون حُجّتي
يفتِّشون مَنْ تجيءْ
لعلها، في جوف ثوبِها طَوَتْ
جهازَ إفهامٍ جريءْ
لعلها ستَهْتِكُ التابو

تشير حولها في حسرة:
يكبُرْنَ يوماً بعد يومْ
يجابُ سؤلُهُن
تدورُ طائراتُ حرِّياتِهِن
في سماءِ ذلتي
أنا ؟ بلى.. أكبرُ يوماً بعدَ يومْ
تبنِي سنونَ عُمري في نَهَمْ
قوائمَ المحظورْ
لتستزيد حَيْرتي
و عقلي هدَّموهْ
و خَوْفي قدَّموهْ !
* * *
المشهد الثالث:

عينُ المشهدِ الأول..

-------------

الفتاة:
منذُ أرْبَعة عَشرَ قدْ وُلِدْتْ
و بَعْدَ مَوسِمَيْن مِنْ خريفْ
سأنتهي
سيُعلِنون زيجتي
تشيرُ لي أكُفُّهمْ: "تخيَّري "
لكنني، و منذ يومي ذا، أقولُ لا خيارْ
سيأتي واحدٌ، "سَلِي"
سيمدحونَ خُلْقَه
سيرْفَأونَ دينَه
لنْ أرفُضَهْ
سيغلقون يومَها ورائي بابَ دارْ
"ها قد رأيتِ واحداً من الرجالْ "
سيسمعونَ صيْحةً،
و صرخةً،
و دَمعةً
و لن أجارْ

* * *


المشهد الرابع:

عينُ المشهدِ الأول..

-----------

الفتاة في فرحٍ:
للهِ الحمدْ
لم يخترعوا ما يكْشِفُ سِتْرَ الفكرةِ بعدْ !

في لهجة من تسأل نفسَها:
فيمَ أفكِّرْ ؟؟

تدور حولَ نفسها:
في رجلٍ ممشوقِ القد
فارسُ أفكاري ذو سيفٍ مصقولِ الغمدْ
فوق ذراعيهِ سيحْمِلُني
و سيُرْ...

تبتر حديثها بغتة:
ما هذا؟؟!

تلطمُ خديها:
يا ويلي!
يا ويلي.. ويْلي.. يا ويلي..
ماجنةٌ إنّي
لو كانوا اخترعوا ما يقرأ
فكْرَ المرأةِ ، لرَمَوْني
من قمّةِ (إفرِستْ)

تبتسم:
كانت أعلى قممِ العالَمِ
يومَ تركتُ الفصلَ بلا عودةْ
و لزمتُ الغرفةَ ذي، رغما عني


تتنهد:
آهٍ ، يالله!
أرْسِلْ لي رجلا ذا شاربْ
أو ذا طولٍ مثلَ مُحاربْ
أرسل لي رجلا ذا كفٍّ
يشتاقُ لكي يلمسَ شَعْري
أرسلْ لي رجلا ذا شَفَةٍ
تلثم رأسي حينَ أعاتِبْ

تهزُّ رأسها في قوة:
ويلي! هالكةٌ، مَهْ.. ويلٌ لي!
يا ذات حياءٍ منزوعٍ،
و قليلةَ أدَبٍ
كُفّي

تضع كفها على فيها، و تضحك في براءة:
لله الحمدْ
لم يفضَحني فكري بعدْ !!

تعود فتفكر:
هل آثمُ أني
أطلبُ مجنوناً بي؟!
مِمَّ عرفتِ المجنونْ ؟!
من (قَيْسٍ)، مِنْ (ليلى) ؟!
مما ترويه الفتياتُ قُبَيْلَ الحصّةْ ؟!
يبدو أنَّ المَدْرسةَ – كما قالوا – تفْسِدُ أخلاقَ الأنثى!

* * *


المشهد الخامس:

عينُ المشهدِ الأول..

------------

الفتاة في حزم:
مهما سجنوني، سأفكّرْ
و سأحْلُمُ، و سأبني قصرا
و سأرسمُ في الظلمةِ نورا
و أغني في الوحدةِ شِعرا

ترقصُ منتشية:
لا للأسودْ !
لا للأزرقْ !
لا لكآبةِ فكرٍ أخرَقْ !

تدق على أحد الجدران الأربعة في قوة:
سأحطِّمُ جدرانَ العزلةِ
و أزيِّنُ نافذتي زَهرا

ينهار الجدار، فيكشف عن عالم صاخب وراءه، مليء بالألوان الزاهية، و الأضواء المبهرة:
لا للأسودْ
لا للأسودْ !
لا للغامقِ
لا للأغْمَقْ !

<< ستار>>

Mar 9, 2008

هي زوجتي


رَيْحانةُ القلبِ التي = في قُرْبِها أنْسَى البَشَرْ
و معينتي في مِحنتي = و جليستي عندَ السَمَرْ
قالوا: الجمالُ ملاحةٌ = في الوجهِ أوْ فيمَنْ نَظَرْ
قلتُ: ارجعوا، إني أرى = في خُلْقِها حُسْناً نَدَرْ
هي زوجتي، هي مُهْجتي = هي مَنْ تناجي فرحتي
فالـحمد لله الـذي = جـعَلَ الموَدَّةَ شِرْعَتي

* * *
لهفي عليكِ إذا حملتِ جنيننا أن تألمي
لا تذهبي، لا تفعلي، بل فاستريحي و اعلمي
لن تفقديني بامتداد البطنِ ذا، لا تَوْهمي
و بكلِّ وزنٍ زِدْتِ زاد الحبُّ في مَجْرَى دمي
فدعي السنين تردد الأصداءَ عند ترنُّمي
هي زوجتي هي مهجتي هي من تناجي فرحتي
فالحمد لله الذي منها برا ذريتي

* * *
قَدْ بلَّ صدري دمْعُها = و ارْتَجَّ في حِضْني الجَسَدْ
مُلتاعَةً .. ساءَلْتُها: = ما بالُ "رُوحي" تَرْتَعِدْ ؟!
فأجابتِ: "الشمسُ ارْتَقَتْ = أنا لمْ أصَلِّ الفَجْرَ بَعْدْ !!"
أرضَيْتِني، و أطَـعْتِني = و حَفِظْتِ مالي و الوَلَدْ
يا زهرتي لا تحزني = جناتِ ربي قدْ وَعَدْ

يا زوجتي، يا مُهْجتي = يا مَنْ تناجي فَرْحتي
فالحمد لله الذي = جعلَ التُّقَى في زوجتي!

* * *
يا زوجةَ الخطّاءِ هاكِ، حبيبتي، إني هنا
لم يلبث الشيطانُ أنْ، أقصى الهوَى حتى دنا
فلتغفري و لتصفحي، و لتذكري بِنتاً لنا
و مقبِّلٌ كفّيكِ هل، سامحتِني؟ قاس أنا
و الذي نَفْسي بيدٍّ منه لا زلتِ المُنَى

إني أحبُّ حياءَها، و أذوبُ في شوقي لها
مهما يَطُلْ زمنٌ فلنْ، أنسى و ربي فضلَها

هي زوجتي هي مهجتي، هي من تناجي فرحتي
فالحمد لله الذي، في ضمِّها آوى ابنتي
----------------
كم كان قلبي خافقا لكِ في اشتياقٍ مؤلمِ
فالحرفُ لا يكفي لوصفِ العشقِِ في مجرَى دمي
يا نورَ قلبٍ لم يزلْ بالطيّباتِ مُكلِّمي
أحببته، و أحبه ، سأحبه، هيا اعلمي
سأظلُّ طول العمرِ لا تجدين غيرَ تبسّمي
فدعي السنينَ تردِّد الأصداءَ عند ترنمي

هي زوجتي هي مهجتي، هي من تناجي فرحتي

Mar 1, 2008

إلى بسمة


(بسمتُنا) تبْسُمُ في فرَحٍ
بدموعِ الفرحِ ستحضُنُني
و دموعي تحملُ أطناناً
منْ حُبٍّ.. فَخْرٍ.. منْ حُلُمي

آهٍ.. يا بسْمةُ، منْ زَمَنٍ
لمْ نَذُقِ الفَرْحةَ بالدمعِ
أيقَظْتِ العزَّةَ بقلوبٍ
باتتْ تشتاقُ لفرحَتِها

فَرْحا.. بسمةْ
عزّاً.. بَسْمةْ
رِفعا.. بسمةْ

كلُّ مشاعرنِا ننقلُها
شِعراً، رَسْما
و فريقُ معادلةٍ يهتُفُ:

"ما أحلاكِ.. خُلُقاً.. و اسْما ! "

Jan 21, 2008

سامحيني غزتي

(1)
مطلوبٌ مني
أن أغلقَ قلبي.. أذني.. عيني
أن أطْبِقَ فمّي..
أن أغسلَ آثارَ الآلامِ السابحةِ بدمّي
مطلوبٌ منِّي أنْ أفتحَ عقلي لأذاكرْ
أن أسلخَ روحي مِنْ جَسدي
كي أنزع شعرًا عن شاعرْ
* * *
(2)
لا كهْرُباءْ..
لا قوتَ .. لا للعَوْنِ.. لا للدفءِ.. لا لدِلاءِ ماءْ
سنحولُ دونكَ و الشفاء
ستموتُ تعوي في سواد الظلْمِ مِنْ ألفٍ لياءْ
و الكوْنُ حوْلك في ضِياءْ
* * *
(3)
واغزَّتاه
لا تشتكيني للإلهْ
لا تصرخي:
"أرضُ الكنانةِ لم تفتحْ معابرَها"
و (السيفُ أصدق أنباءً من الكتبِ)
ويْح السيوفِ أمِنْ أوراقِهِمْ صُنِعَتْ؟
أين الفوارقُ بيْنَ الجدِّ و اللعبِ؟
و غزتاه..
إني و إن طال الحصارُ سأعْتَلي
خيلي، و بالدمِ سوف أكتبُ نورا
تالله لو نيران غيظي أخرِجَتْ
من داخلي لكفتكم التنويرا
* * *
(4)
أردأ تمثيليَّاتِ القرن الواحد والعشرينْ
فدموع البطلِ تُضَحِّكني
و نكاتٌ منه و رقصٌ في سَخَفٍ يُبكينْ
أي التمثيل أرى؟
أي الكلمات أقولْ؟
حين بكاؤك يعلو لدموع المشهدِ، قد يعني صدقَ التأثيرْ
لكنْ حين تناقض ما تشهدُ.. فوربي ذا عبثُ التكفيرْ
كفوا عن هذي الأدوار الممسوخةِ
أقسمُ باللهِ لدينا عقول!
* * *
(5)
- قم معنا.. سنصومُ وندعو للإخوةْ
سنصلي لقضاء الحاجةْ
- لا أعلمُ كيف أصليها!!
- عجباً.. أوَما كانت لك من قبلُ حوائجُ تقضيها؟!!
- الحاجاتُ كثيرٌ... لكني لم أرفَعْها للهْ!!
* * *
(6)
سامحيني غزّتي..
إني لأرجو أنّ لي كجناحِ طيرٍ هائلٍ
بمكان كل يدٍ و ساقْ
فتحوط أجنحتي الصغارْ
و تجول في حِضْني ملايينُ الأزاهير الرقاقْ
و تجيبني في الزمهرير بدفءِ أجسادٍ ضئالْ
أطفالكم في حفظ عيني
لا تخافوا.. أرسلوهمْ
يَرْتعوا
أنا لا أكيدُ الكيْدَ، و الذئبُ المقيم بأرضنا
ليس الرحيم بأهلها
لكنه لا يستسيغ طعامَ أطفال هزالْ
ما لكم لا تأمنونا..؟ أرسلوهم
أرسلوهم .. يلعبوا
لن تشهدوا قمصانَهُمْ حَمْراءَ من دمٍ افتراءْ
بل أنتم القومُ الألى أهلُ الشهادةِ و الدماءْ
* * *
(7)
في نفس الغرفةِ
رئتاهم نفخُهما بهواءٍ واحدْ
هذا: - أيّ الأفلام نرى في دور العرضِ الليلة؟؟
ذلك : - أخشى حين سنسجدُ فيميلون علينا الميْلةْ
................
لا تخْشَ .. أخذنا الحِذْرَ.. ومَنْ بالخلفِ يُشاهِدْ
* * *
(8)
و غزتاه.
لا أفلح الطلاب في أي امتحانْ
إن كنتِ لم تستوثقي من خلط أنّاتٍ لشعب القهرِ بجوابِ السؤالْ
لا أفلحوا
إن ْ كان همُّ الدرس يعلو فوق آلام الهوانْ
لا أفلحوا
إن أطبقت أجفانُهُمْ فوْقَ العيونِ على ارتضاءْ
كيف العكوفُ على الكتب..
و العينُ وارمةٌ فلم تقرأْ سوى
لا ماءَ.. لا ضوءٌ .. لا.. لا
لا كبرياءْ !
* * *
(9)
يرسلُ ربي ملكاً
يأتيه بخَبَرِ الخلقِ .. و هو أعلمْ
قل هو صمدٌ أحدٌ أوحَدْ
تهتز الأرضُ بدعوات المليارِ و تَرْعدْ
تثبت لثبوت الأقدام عليها..
تلتحمان
أرضُ الإسلامْ
أقدام الخلق المنصوبةِ تسأل نصرَ الرحمنْ
نورا وجنودا لم نَرَها.. و نُعاسَ أمانْ
لا يخذل ربي مَنْ يدعو..
مَنْ يكسب خيرا في الإيمانْ
فادعوا.. فادعوا..
الله قريبْ
و الغمّة تنكشفُ الساعةْ
برضاءِ حبيبْ
* * *