و اجتَرأَ على أنْ يلمِسَ في داخلِ رُوحي فكرةْ
أنْ يلدَ الفمُّ توائمَ مِن حَرْفٍ
تتراقصُ في شفتيَّ، و شفتيْهِ، بذاتِ اللحظةْ
أنْ يحْمَدَ كلٌّ مِنّا حَظَّهْ
صرنا نتناوبُ في اليومِ حديثا
"أضْحِكْني.. و سأضْحَكْ "
" أهْمِلني.. و سأثْقُبُ فَرْحَكْ ! "
* * *
بالليْلِ أتاني، يحمِلُ صندوقاً أزرقْ
في مخملِ أرضيّتِه تغفو أسوِرَةٌ
مِن لهَفِ يَديْهِ ظننتُ صياغتَها: دَمُه أحالوه إلى عَسْجَدْ !
- "تعتقدينَ ستُعْجبُها ؟ "
و بحَسَدِ العيْنِ نظرتُ، و بعتابِ المزْحِ :
- "أخي.. مُذْ كمْ لم تَبْتَعْ لي شيئاً ؟؟! "
- "عجَبَتْكِ.. فهلْ؟ هلْ تعجِبُها ؟! "
هل كانت ضحكاتي ماءً
تطفيءُ نيرانَ تردّدِه؟؟
أم كانت ناراً تلهبه، إذْ أبْصرُ ضَعْفَ أسيرِ هوَى؟!
و خلستُ الأسورةَ، أطوِّقُ معْصميَ الأيْسَرَ:
- "أنظِرْني!
تعلمُ قانونَ العِشْقِ، فلَنْ
ترتديَ فتاتُكَ خاتَمَها
مِنْ قبلِ تألقِه منّي! "
- "أعطينيها! "
- كمْ تدفَعْ ؟؟
- أدفَعُكِ، و أدفعُ أعماري؛ قُرُباتٍ لملاكٍ تَحتي
- صدِّقْني.. إني أغبطُها
- و أنا أبكيهِ بشَفقاتٍ.. مَنْ جاءَ أزوِّجُه أختي!
داعيةٌ بهلاكٍ أمُّه!
- لي أخٌ.. و ثقيلٌ دمُّهْ !!
* * *
لن أحملَ همَّ تحرّشِ مَركبةِ اليوْمْ
سنكونُ معا
إنْ لمْ تَدرِ السيّارةُ، فسنسعَى
في طلبِ "النقلِ العامِ"، و لنْ
أخشى استحلالَ القَوْمْ
سيُضيفُ إلى مُدَّخراتي
نبتاع لأصلِ حَياتَيْنا: سيِّدةِ الحُبِّ و ملِكَتِهِ
حاجتَها في عيدِ الأمّ
و سأغضَبُ مِنه لأموالٍ
تنفَلِتُ لغيرِ حقيقَتِها، كنِساءٍ ثَرْثَرْنَ عَجائِزْ
ثُمَّ يصالحُني بَعْدَ قضاءِ مَسَاءَيْنِ لنا في اللوْمْ
سأكونُ سفيرَ سلامٍ
بيْنَ دلالِ حبيبَيْن
سأكونُ كبيرَ قضاةٍ، لا يرضَى بالضَّيْم
سيكونونَ الكسْرَ، و سأكونُ الضَّم!
* * *
يا سَنَدي
يا ظهرٌ أتَّكِيءُ عليه، إذا ما مالَ العالمُ بي
هل تغفرُ لي؟!
أبكيكَ حنينا وَهّاجا
و أعَضُّ أنامليَ بنَدَمٍ
أرأيتَ؟ لقد جاء فلانٌ
يخطِبُني، و يريدُ زواجا
باللهِ عليْكَ ألنْ تَرْجِعْ ؟!
أفلا تذْكرُ ما أضحكنا؟
و مقالَك لي:
- "أشتاقُ للفظةِ يا "خالي"
- مِنْ بعدِ سماعي " يا عَمّة"!
--------------------
و اللهِ سأفعلُ، و ستَسْمع
مَنْ ماتَ، فلَنْ – أبداً – يرجعْ
نمتلكُ كنوزا، لكنّا
لا ندري ثمانَتَها إلا
مِنْ بعد الفقدانِ، و إمّا
من بعدِ استعمالِ خيالِ..!
* * *