هذي جموع الناسِ قد خرجتْ تثور فتنتصر
تلكَ الرؤوس السودُ للأفعى تموت وتحتضر
والنصر دوماً لاسمِ مصر
والفخرُ يلثم شعبَ مصر
فلتحيَ مصر!
فلتحيَ مصر!
----
ميدانُ تحريرٍ، أجلْ
ميْدان شهداءَ الأمل
ميدان شعبٍ كان يهتُفُ: إننا
لنريدُ إسقاطَ النظامِ
فأسقطوه!
ميدانُ إيثارٍ وإعمارٍ وعدلٍ وانتظامْ
فلتحيَ أيامُ الجهادِ، وتعلُ أيامُ العمل
-----
العقد تلوَ العقدِ تلو العقد ديسَتْ وجنتاكْ
لكنّ يوماً خامساً، من بعد عشرينَ انقضتْ
في شهرِ أوَلِ عامِهِ
- ما كان قبلاً عيدَه؛ شرطيّ أمنٍ ظالمِ –
صار ابتداء الهدمِ للنظْمِ القديمةِ والهلاك
صار القبورَ لكل مَنْ عاش السنينَ يسُدُّ فاك!
اليوم عيدُ الثائرينْ
يا مصرُ قومي واخلعي عنكِ المهانةَ والفساد
ولتهنأ الأرواحُ في عليائها
فالحق – ما ماتت عليه -
قومي اخلعي ثوب الحداد
وتزّيني
وتجمّلي
فالفرْحُ مشروعٌ ومحمودٌ ومعروفٌ وبادْ
رباه ما أحلى البلاد!
أنا لن أهاجرَ بعد هذا اليوم ياربَّ العباد
أنا لن أرومَ العدلَ في غير الوطن
أرضُ الكنانة لي وطن
ورئيسها المخلوع ممدودُ الأجل
- مَنْ كان يتحدّى الملل! –
قد صار مذلولاً، ومنزوعَ الذخيرةِ والعتاد
-----
إخواني في شتّى البقاعْ
عودوا إلى أرض الوطنْ
عودوا إلى مصرٍ فلي
في كل ميْدانٍ وبيتٍ مَنْ أقبّلهم ومَنْ
أحويه في صدري وأرفعه ومَنْ
أرجو أهنّيه و أفديه بعمري
عودوا؛ فمصر اليوم ليستْ تُهجرُ
هي طفلةٌ تنمو بأيدينا، فلا
تتأخروا
عودوا فإني في ألمْ
تتمزق النفس البعيدةُ عن حبيبٍ يفخرُ
عودوا فإني لم أنمْ
لسنا سنغضب بعدها منها ونتركها رحيلاً
رباه لستُ أخاصم البلدَ الأبيّةَ والجميلة
يا مصرُ هل ستسامحين
غيباتِنا عنكِ الذليلة؟
واليوم عيد الثائرينْ
وسيولد الطفلُ الذي في داخلي حراً كريماً
أهديكِ إياه.. اقبلي
وتقبّلي شكري الجزيلا