هرولَ الساعي ليبلغني الخبَرْ..
"عادَ القمرْ! عاد القمرْ! "
كتب الإله له النجاةْ
لا، ما يئستُ من الإيابْ
يوماً، و لا عفتُ القدَرْ
و النفسُ تبكي كل ليلٍ، منذ غابَ
و في السماءِ تعلِّقُ العينُ البصَرْ
* * *
(حطَّ المساءْ
و أطل من فوقي القمرْ
متألق البسماتِ، ماسيّ النظَرْ)
لله كلُ الحمدِ، كل الشكرِ
قد لبّى الدعاءْ
يا أيها الرجل الأسير شرودهِ
أفلا تقومُ تحيي هذا البدرَ ، قد عاد المساءْ
لا، ما المساءُ و قد أضاء الكونَ بالنور العطِرْ ؟!
يا طفلَ والدهِ هنا..
لا زلتَ تلهو بالحصى؟؟
يا نسوة الحي الكبيرِ ، أيا فتى!
يا كل شيخٍ، يا بشرْ!
من كان منكم جاحداً، أو من شكَرْ
قوموا، فحيّوا
هبوا، و قصوا كيف كنا قبل أن يسعى الضياءْ
حيوا من اعتاد السهَرْ
يا ألف حمدٍ للإلهِ على عطاء المقتدِرْ
(و الليل في ثوبٍ ترصّع بالنجومِ،) و بالقمر!!
عاد القمر!
عاد القمرْ!
( و جلستُ أسأله عن الأيدي التي
غدرتْ بهِ)
و أجابني بالبسمِ، و الوجه المنيرِ، و بالنظرْ
يا قومِ، ها قد عادَ من غيباتِهِ..
و أعاد بسمةَ من يطل عليه من فوق الشجرْ
عاد الأسيرُ، و لم أصدقْ حين غابَ
و ما أصدقُ أنْ حضَرْ!
فكأنه كابوسُ شرٍّ عشته
طالت فِراهُ، و كل ليلٍ أنتظِرْ
حتى صحوتُ الفجرَ، بالبشرى
لا ، لا
بل بشرتيْنْ:
فهلالُ شهرِ الصومِ
و هلالُ القمَرْ!
* * *